Nona عضو جديد
عدد المساهمات : 2 نقاط : 10157 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 29/12/2010
| موضوع: بقلم الشاعرة نونا نطق عالمي 2010-12-29, 22:59 | |
| نَطقَ عالمي اليومْ !... حَال بُزوغِ فَجريْ يَنزع الضوءْ سُكون عَينيْ وَ أتأملُ حَوليْ , أصابُ بِخيبه أملْ مَازالَ الشحُوبُ ذاتهْ يغمرُ عالميْ ! مازالَ النطقُ مَسلوبٌ مِن حَناجرهْ ,وَ لا زُلتُ وَحديْ . سُحقًا لَكِ يا أحلاميْ مَا زلتُ تَرمينيْ بِ قاع الخيبهْ !
إنِيْ أفتقدُ لِ صَديقةْ تُشبهنيْ ! تُشاركنيْ عَالميْ , تَملأ ذَاكَ الفَراغْ الذِي وَددتُ أنْ أسميهْ أختٌ تَكبرنيْ , أو أختٌ تَوأميْ ! إنيْ لا أنكرْ تِلكَ الْصداقاتْ التيْ بِها البياضُ ينفثْ , إلا أنيْ لا أزالُ أركنُ بِ أنطوائيتيْ , لا أزالُ وَحديْ أجوبُ مُدنْ السماءْ وَ حُفرِ الأرضْ , لَا أزالُ مُقيده بِظلمهْ , لا أزالُ أرغبُ بِ النحيبْ , لا أزالْ أموتْ , لا أزالُ أختنقْ , لا أزالْ أبكيْ , لا أزالْ أحملُ قَلبيْ بِيديْ , لا أزالُ مُفتقدهُ مَوضعهْ , لا أزالُ جُثهْ ! إنيْ صَامتهْ , كَابته كُل مَشاعريْ الصارخهْ , أرتديْ نَظاراتٌ سوداءْ تَحجبُ عَينايْ المكلومهْ , أغطي ذاتيْ بِ السوادْ , أتوشحُ حُزنيْ وَ أمضيْ بِ الظلامْ , أبقى سَرابٌ وَحيدْ ! ذُهولُ أصابَ رأسيْ . وَمُقدمه الفكرُ هُشمتْ بِ إكتشافيْ ! نُدرهْ وُجودْ مَن يَحملُ عَقليْ , لا تَعنيْ بِ أنيْ فَريده , أو أنهُ لامَثيلَ لِيْ . فَقطْ وُلدتُ بِ أرضٍ لَيستَ وَطنيْ , وَعِشتُ بِ أخرى حَيثُ مَنزليْ لَم تَكن الأخرى تُشعرني بأني بِ وطني أهْ , إنيْ غَريبهْ / مُغتربهْ ! أحملُ مِرأتيْ مَعيْ , أمشيْ بِ طُرقِ المدينهْ التي بِها أتنفسْ ؛ أّكل ؛ أشرب ؛ أنامْ ؛ أكتبْ ؛ أقرأ ؛ أموتُ فِيها كُل لَيلهْ . وَ أتأملُ المَاشينْ وَ أتأملُ وَجهيْ , لَا يُشبهني أحدٌ مِنهمْ ! شُحوبْ الأملْ الواهمْ غَطى مَلامحيْ , أقلبُ صفحاتِ عِلمْ النفسْ , لَستُ أعانيْ أي فُقدانِ مِن أجزائيْ , إذَا ؛ مَن أنا ؟ إلتفتُ يَمينًا فَ رأيتهُ يَجلسُ بِالمقهى يَحملُ صَحيفهْ كَ الِلحافْ " أوه أشعرُ بِالبردْ " أنيقُ جِدا وَسيمُ جِدًا أو رُبما أظنْ , تِلكَ النظاره السوداءْ تَحجبُ نِصفَ وَجهه , يَرتديْ السوادْ مِن رَأسه حَتى قَدميهْ , نَظرتُ بِمرأتيْ إنهُ يُشبهنيْ بِ ألوانيْ !
: الشمسُ غَطاها الغيمْ ! إلتفتَ إليْ وَ أبتسمْ وَ عادَ لِ يقرأ تَجرأتُ وَسحبتُ كُرسي وَجلستُ أمامهُ أتأملهْ .. فَ كُلما قَلبَ صفحه أرتعشَ جسدِي للهواءْ المنفوثُ مِن بَينَ طَياتها ! إنتهى وَ خَلعَ نظارته , أرتجفتْ وَ أكتسانيْ الإرتباكْ إبتسمْ : مَابكِ ؟ عَدلتُ مِعطفيْ وَشددتُ وِشاحيْ وَ أدرتُ وَجهيْ نَحوَ نُقطه بِ السماءْ أظنها نَجمهْ ! : نَظراتكَ تُربكنيْ ! أرتدى نَظارتهْ مَره أخرىْ وَ سَألْ : لِماْ ؟ أغمضتُ عَينيْ : أشعرُ أنكَ تَنظرُ خَلفَ عينيْ!خَلعَ نظارتهُ مُجددا وَ أعتدلَ عَلى كُرسيه وَ أرتشَفَ مِن قهوتهْ رَشفهَ سَريعهْ وَتمعنَ فِي وجهيْ : أتَخبئينَ شَيئاْ ؟ : أخبيْ كُليْ وَراءْ عَينيْ ! أعدلُ الظنْ بِ اليقينْ إنهُ وَسيمٌ جِداْ ! قالَ بِنبرهْ لَم أميزُ صِنفها أرجاءٌ هِي َ أمْ أمرْ ! : أرينيْ بَعضكْ ؟ : لا أستطيعْ ! ضَوءُ مِن الشمسْ إخترقَ مَعده غَيمهْ , وَقفَ الوَسيمْ وَحركَ الشمسَ بِ سبابتهْ فَ أذعنتْ وَأختبئتَ مَره أخرىْ ! : لِ نَمشيْ قَليلاْ قَبلْ أنْ تَتمردَ الشمسْ , لِنستغل لطَافه النهارْ !فِنجانهُ مُمتليءْ مَرسومُ دَاخلهُ شَكلٌ أشعرنيْ بِ الدفءْ لا أعلمُ مَاهوَ , وَقفتُ وَ أنا أتأملُ الصحيفه الضخمهْ , بِي رَغبهُ إختباءْ بَينَ كَلماتهاْ ! أشار إلي فَ أيقظنيْ مِن سَرحانيْ , أو بِ الأحرى إنتزع التأمل منيْ ! وَقفتُ وَلحقتُ بِه بخطواتِ صغيره سريعهْ ! إلتفت إليْ : مَاسلبكِ الإستطاعهْ ! تباطئت خطواتي وَ طأطأتٌ رأسيْ وَضربتُ بِقدمي الأرضْ : هيَ . إصطدمَ أحد الماشين بِي وَ ضعُ غُبارًا على كَتفيْ وَ رمقني بِنظره مُرعبه وَ مضى بِطريقه دُونَ إعتذار نَفضَ الوسيم الغِبارَ عَن كَتفيْ وَقالْ : إنهم هُمْ لا هِيْ ! إبتسمتُ : هُمْ مِنها هِيَ ! ضَحكَ بِقهقاتٍ لَطيفهْ : تَتلاعبينْ بِ المعنى وَ تُحسنين الحَديثْ . فَكَيفَ يُسلبُ مِنكِ تعبيركِ عن بعضكْ ! سَكنت الحيرة عَيناي وَتمايل لها حاجبيْ : إممممم , بَعضي كَثيرْ .. مُفرداتيْ أقلُ مِنهْ ! اعتلاه الصمت و إبتسامه .. وَبعد لحظات نطق : لازالت الحيره تسكن تعابيرك ! نَطقتُ بِ فكريْ : هُناكَ شَيءٌ أخرْ مَفقودْ ! وَلم أعلم إذ نَطقتهُ شفتاي أم لأ لَكنهُ رأى نُطقي خَلفَ عينيْ ! : أنظريْ أمامكْ أبصريْ ذاكّ المنحدرْ بِ أخرِ الشارعْ وَ تأمليْ إنغماسْ الشمسِ باليابسهْ دُونَ أن تُذيبهاْ ! سَكنَ جَبينيْ إستفهامْ : وَ ؟ تَأملَ سَيلانُ الإستفهامِ مِن جَبينيِ فَكونَ نُونْ حِيرةْ وَضعتْ رِحالها بِ مُنتصفَ حاجبيْ : مَاوراءُ المنحدرِ هَذا مَفقودُ كَ بَعضكِ ولَكن لَن نَكشفَ عنه إلا إذا تبعنا الشمسْ ! إلتفتَ إلي وَ أخترقَ وَجهيْ بِهمسه مُبتسمهْ : إنها لَن تُذيبكْ ؟ إبتسمتُ وَ أستعرتُ صَمتهْ مِنهْ إلا أنهُ أختطفنيْ السرحانْ وَقدْ جَذبَ خطواتيْ لِ تَسبقَ صديقي الوسيمْ ! لَكنْ تَمردُ الشمسِ الخجلْ أرسلَ خيطا أحرقَ حَبلُ السرحانْ , فَ إلتفتُ إليه كانَ واقفُ يَتأملُ خطواتيْ الخارجه عَن اليقظهْ وَ بِ طرفِ رمشه لَمعهْ ! أثارتْ شُعورُ غَريبْ , مَزيجٌ من الإستياء الطفولي وَ الإستغرابْ , خَبأتهُ بِ بئرِ قلبيْ وَرتبتُ على صدري وَهمستُ لِشعوريْ : هُنا لنْ يجدكْ ! أرسلتْ الشمسُ خَيطا أخرْ تَأملتُ السماءْ قَليلًا وَ ألتفتُ إلى مُلتحفِ السوادْ وَ بِ نُطقٍ مُشاكس لَم أتعمده نَطقتْ : تَمردت علَيكَ الشمسْ ! ضحكَ بِقهقهاتٍ عاليهْ . وَهل تُريدينها , مَازالت عالقه بالسماءْ , نِصفُ إنغماسه بَاقيه وَ تختفيْ , تُرهبُ السماءْ بِ إفتقادها فَ تتوشح السوادْ ! : وَ هل تَبكيْ أيضاْ ! أمال رأسهُ بِ إتجاهيْ بِطريقة مازحه : إنها تَحتاجُ لِ تعنيفْ بَسيطْ لِيسترسل دمعها على الارضْ . كَ أنثى أعرفها : كَيفَ تعرفنيْ ! إبتسمْ وَ غَيرَ مَسارَ الحديثْ : أصرخيْ بِ مَطر مَطرْ ! : لِما ! : رُبما تُمطرُ عَليكِ بِتعريفٍ لِذاتكْ , أو تَهبكِ ألفاظًا بِكثرهْ بَعضكْ , بَعدها قَد ينقشعُ سَديمُ الوحدهْ وَتجديْ صديقهْ تُشبهكِ فَتكَ الذهولُ بِ إمبراطوريه عَقليْ . وَ بَسطَ سَيطرتهُ عَلى كُليْ ! : قَد نَفضتَ رَغباتيْ عَن بِساطِ الكتمانْ . لا يهمْ لِما بَلْ كَيفَ ! تَجاهلَ سُؤالي وَعادَ لِأمره : أصرخي مَطرُ مطرْ ! : لِما ! تَأوه وَ أشارَ إلى غَيمهْ : إنها تَحملُ بِأحشاءها ألماْ , أستجيبي لِ رجائها الصامتْ وَ لونها المكلومْ بِ الوجعْ ! تَكونت بِعيني اليمين دمعه وَ نَفرت مِن بَطنِ جفنيْ , وَتلتها دمعه بِ عيني الاخرىْ ! وَ صرختُ : مَطرُ مَطرْ !إبتسمت الغيمه , وَنثرت مابداخلها
إنتهى الهُطولْ وَبقيتُ فِي ذُهولْ ! فهمني وَفهمَ سمائيْ حَفرَ بِ قلبيْ وأستخرجَ ياقوتَ تَفسيريْ ! إنقشعت الغيوم عَن السماءْ وإنغمست الشمسِ باللا معروفْ وَ بقيت حُمره تَغشى المدينه ! سَهمُ مِن الضوءْ فرقَ عِناقَ جِفنايْ الاعليينْ بِ السفليينْ ! دُرتُ حَولَ نفسيْ بَاحثهُ عنَ صديقيْ , قَد حَملهُ الهواءُ بعيدا عنيْ ! تَأملتُ حَوليْ كُل الوجوهْ بِلا تعابيرْ فَقط إستفهامُ مَغروسٌ بمُنتصفها ! جَررتُ قدمايْ وَ أسقطتُ عَقليْ أمامَ رُفوفِ الكُتبْ , فَجذبَ لِي صديقا مِن ما عَليها وَ أرجعتُ عَقلي لِرأسيْ . عَانقتُ صديقي الكِتابْ وَهمستُ فِي أذنه : قَد نُبكيْ أنا وأنت غَيمه أخرىْ ! عُدتُ لِ شُحوبيْ وَركنتُ لِزاويتيْ الكَئيبهْ وَركلتُ حُبيباتِ خَيبتيْ عَنها , فَتوسدتُ مَرقديْ وَ بطَرفيّ فمَيْ تأملْ .. إنقطعت كَهرباءْ اليقظه عَن جَسديْ , إختطفت شفتايْ أخرِ شُحنه هاربه وَتمتمت : قَد نَطقَ عالمي اليومْ !
| |
|
Mahmoud bravedudu مدير
عدد المساهمات : 93 نقاط : 10540 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 21/12/2010 العمر : 31 مكان الإقامة : الإمارات _ أبوظبي
| موضوع: رد: بقلم الشاعرة نونا نطق عالمي 2010-12-30, 18:21 | |
| يسلموا على الموضوع الأكثر من رائع نونا تقبلي مروري Mahmoud bravedudu | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: بقلم الشاعرة نونا نطق عالمي 2011-01-06, 04:59 | |
| ما أجمل قلمك الذي يخطو علينا ذهبا و يروق علينا براقا جمبلا اليكي فائق احترامي و تقديري يا أختي الغالية
|
|